الاثنين، 11 مارس 2013

الوطن والخيانة



نعم، لدينا كل هذه المشكلات والمصائب. نعم، نعاني من انحطاط وتدنّي علي كافة المستويات. هل تستطيع أن تنكرَ ذلك؟ دّلَني علي قيمة لَم تُغتصَب بعد .. أو مبدأ لم ينحرِف به أحدهم. نعم، البلد جميلة لكنّ وجهها مشوّه. كل شيء فيها يمثّل غيرنا. نحن مصابونَ بكل الأدواء علي مستوي الفرد والجماعة، والّذين يأنفونَ من تلك الحقيقة المرّة ويتهمونك بخيانة بلادك وتشويه تاريخها وإهانة تراثها أمام العالم لأنّك تتحدّث بصوت عال؛ هم الخونة الحقيقيون. يريدونَ أن يتعاموا عن كل المساويء الطارئة علي مجتمعاتهم كي لا يشمت فيهم الآخرون. وتصل الخيانة حدّها عندما يتعصبونَ لبلد يدركون تمامًا أنّه متخلفٌ لكنّهم يصرونَ علي تزيينه للناس في الدّاخل والخارج والحقيقة غير ذلك بدعوي حبّه!.

واسأل نفسك لماذا لا يرفعون الواقع بصدق؟ والإجابة الوحيدة المنطقية ستكون (لأنهم مستفيدون من هذا الوضع، فهذا هو الجو الملائم لبقاء تلك الجراثيم علي قيد الحياة)

الحضارة ليست عملية تجميل..
الحضارة عملية تنظيف وتطهير وإعادة تنظيم وقبلَ كل ذلك اعتراف بوجود مشكلة وبحث عن حل. الوطنية لا علاقة لها بالكذب علي الله والناس والوطَن. لا تصدّق هؤلاء الذينَ يتحدثونَ ليل نهار عن التفاؤل الغير موضوعي ومحاولة تجاهل هذه المشكلات بدعوي أنها شيء إلهي ستعالج نفسها (كرامات بقي عشان إحنا طيبين) . يا سيدي إنهم يضحكونَ علينا كي نبقي في مكاننا. التفاؤل يجعلنا مقبلين علي الحياة والواقع بمشكلاته بنهم شديد، يدفعنا للبحث عن حلول ، يشغلنا بما يدور حولنا .. لكن أن تديرَ ظهرك للعالم وتنظر طوال عمرك إلي السماء كالأبله لأنّك متفائل منتظرا أن تمطرك الحلول المناسبة فهذا هو التشاؤم بعينه، هذا هو الخوف و هذا هو الهروب من المواجهة.


10/3/2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق