الأربعاء، 29 فبراير 2012

السادة مغفّلون !


فاطمة سرحان
  
حَقًا إنّ تاريخهم خير دليلْ علي حبهم لنا ولبلادنا ..

..
سَمِعتُه - بالأمسِ في ردهةِ قصره-  يقسمُ علي أنّه سيجعلُ من كل فرد في أمتنا شخصا مدمنا دونَ أن نشعر. كان يضحكُ بصوتٍ عالي - يملؤه الشر و الخبث- وهو يردد :" أولستََ تبتاع العسلَ منّي في كل يوم؟" .. اليوم سأدس قطرة من هذا المخدر في العسل .. و غدًا سأدس قطرتين .. وهكذا سأفعل في كل يوم حتّي يأتي يومٌ تبحثُ فيه عنّي لتجدني قد أغلقتُ متجري ورحلتُ من مدينتك . أعرف أنه سيجنُ جنونك وستبحث عن بائعٍ غيري لكنّكَ ستعود خاوي اليدين، فليسَ هناكَ من أحد يبيعُ ما تعودت عليه -هنا- سواي.
لا تخف يا عزيزي فأنا طيبٌ القلب، رحيمٌ نوعا ما ولن يهون علي تعبك .. اذهب إلي أطراف المدينة؛ ستجد أعواني هناك .. ليس عندهم ضالتك ولكنّهم سيعلّمونكَ كيفَ تصنعُ المخدرات.. وكيف تدسها لقومك في العسل .. وستفعل؛ ليس لأنك شريرٌ بل لأنّك مقتنِع! هاهاهاهاهاهاهاه
(هكذا يفعلُ الغربُ بنا ؛ يدرسوننا الانحلال وفقدان الهوية بالتدريج ودون أن يدري أباؤنا الغافلون، حتّي إذا ما انتهت مراحلُ التعليم فُوجئَت الأم وفوجيء الأب بولد مسخ لا يعرف حتي من هو ولا أين هو ..)
حاولا جاهدَينِ أن يعالجاه علّه يشفي، فقدّما له عسلا أصليا (الدين والقيم والمباديء) فأبعده ونفر منه .. وكيف لا يفعلُ ذلك وقد تعود تناول(( العسل المسموم)).. العسل الّذي روج لفكرة المساواة والحب بين كل البشر تحت غطاء التسامح. وما كانت تلك دعواهم، إنما أرادوا طمس عقيدتنا كمسلمين .. . أويُعقل أن يُدرّسَ التسامحُ لأهل التسامح ؟! كان التسامح يعني ألا تتحدث عن دين الإسلام في حضور الآخرين ولا تجادلهم ولا تبين لهم الحقائق وعندما تسمع سبهم لنبيك بأذنيك لا تتحدث .. سيكون تصرفك هذا تخلفا وارهابا و ضد الانسانيه . مع أنّهم حاولوا من قديم الأزل -ومازالوا يحاولون - السيطرة علي العالم باسمِ الدّين  (برعاية الصليب أو نَجمة داوود) ، حلال لهم أن يدينوا بالباطل ويجاهروا به وحرامٌ علينا أن نقول للدنيا : إننا آمنّا !
...( ما عاد يجدي علاج ذلك المسكين. فقد تسرب السم إلي قلبه وعقله ، إنه يصرخ :" أعطوني من ذلك العسل ،الذي يبيح لي المحظورات ,ويمنحني من الحرية ما يكفيني لارتكاب الفحش دون أن أشعر بالذنب).
كيف نتركهم يعبثون بعقولنا يا سادة إلي هذا الحد ،فنترك لهم مسئولية الإشراف علي وضع مناهجنا وهم من هم .. جمعياتٌ تنصيرية وأخري ماسونية .. بربكم أي مناهج سيضعونها لنا نحن أحفادُ المسلمين الأوائل؟!. من المؤسف أن في بلادنا أناس من بني جلدتنا جنودٌ مجندة تعمل طوع أمرهم ورهن إشارتهم بدافع حب الوطَن ولا يدرونَ أنّهم يساهموا في خرابه.  انظروا إلي إعلامنا لتعرفوا ، هذا الجندي الذي يصوب سلاح الدمار في صدر شعبه فيسوّق جنون الإستهلاك لأمٍ يريدونها أن تلهث ليل نهار خلف مشترياتها .. حتي تغفل عن ولدها وتتركه فريسة أفكارٍ، يروج لها أعداؤنا في مناهجٍ فاقدة لمحتواها وفي أفلام الكارتون والبرامج الصاخبة والإعلانات الغبية ... بيتٌ كهذا لن تجد فيه ربّه، لأنه يعمل مطحونًا ليل نهار حتي يلبي مطالب زوجة مصابة بهيستريا الشراء وابن معتوه يفكر في الطيران مثل سوبر مان أو يفكر في اقتناء مسدس ليضربَ به تلكَ الوحوش التي ستهاجمه في الليل. بيئةٌ ممتازة بمعني الكلمة، مرتعٌ صالح لفيروساتهم!
إننا في كابوس!
نريد أن ننتصر ونريدُ أن نسودَ الأرض وما سألنا كيف ساد السابقونَ الأرض؟ وما نظرنا في حاضرنا كيف ساد الغرب؟ . إن الذين رفعوا شأن العلم سادوا الأرض وقادوا، فماذا قدّمنا؟ ... وكم واحدًا منّا يجيدُ التحدث بلغة القرآن؟ .. بل أسأل فيما هو أدهي من ذلك.. كم واحدا منا يجيد التحدث بالعامية في هذا الزمان؟!
لا عجب في ذلك .. مادامت العشرةُ أخطاء في موضوع التعبير عندنا بنصف درجة والخطأ الواحد في مادة اللغات الأجنبية بدرجة وأكثر .. أتساءلُ : لمااذا؟ ولصالح مَن؟
الدينُ لا يضاف للمجموع تحت لواء التسامح والتعايش .. لا يضاف من باب التخفيف علي الطالب؛ مهزلة؛ وهل الدينُ هو الذي أثقل كاهل الطالب ؟
ياللعجب! وياللأسف! عندما ينتهي بنا الحال للتسول .. تسول حضاري وعلمي واجتماعي .. تسولٌ من بعد غِني!

ولا عزاء للمغفلين.
 25/2/2012