السبت، 31 مارس 2012

شاطيء الأمل



كالمعتاد كنتُ في طريقي إلَي الشاطيءِ..
أحملُ حذائي في يدي (كما أحب دائما أن أفعل)... أرسم علي الرمال كلمّا توقفت قليلًا لأتأمل
المكان حولي ،ثمّ لَا ألبثُ أن أبعثرَ لوحتي بقدميَّ وأمضي


كان الصوتُ يزدادُ علوًا باقترابي... أكثر فأكثر

يبدو أنّ الحكاية أكبر مما كنت أتخيّل، اقتربت متساءلة: ما الّذي يحدثُ هُنا ؟ . لقد اعتدت المكان بكم هادئًا جميلَا... أطبق الصمتُ علي الجميعُ ثمّ تعالت صيحاتها في وجهي حتّي أنّها كادت أن تبتلعني في غمرة تلاطمها معَ أخريات غاضبات مثلَهَا ...
وازدادت عُنفَا في شجارِهَا حينَ لطمتها رفيقتها قائلة لها : أنا سيدةُ هذا البحر فالزمي حدوده..


 !الآن فهمت. هامسة لنفسي

سمعتُ الأمواج الصغيرة الّتي وقفت بعيدا تشاهد ما يحدث في العمق.. يتحدثونَ عن عراكٍ قائمٌ مُذ 
خلَق اللهُ الوجود بينَ كلّ ضديْنْ ؛ أحدهما يحاولُ جاهدًا القضاءَ علي الآخر.

أردفت موجة أخري قائلة: مهما يكُن سينتصرُ الحق والخير والأمل والجمال في النهاية دائمًا ، هكذا أخبرتني جدّتي .. لازلتُ أذكر ذلكَ اليوم الّذي عادت تحدثنا فيه عن شر مستطير كاد أن يفتكَ بسكّان هذه المياه لولَا عناية الله بهم.
إذا حاولت ذات يوم أمواجُ اليأسِ أن تتعدّي علي شاطيءِ الأمل فحالَت بينها وبينه أمواجُ الأمل ... دارت 
معركة حامية الوطيس وأخيرًا عادت أمواج اليأس أدراجها تجر أذيال الخيبة ..


لكنّها لن تكونَ المرّة الأخيرة. قلتُ لهم

ردّت موجة تبدو الحكمة في حركتها الهادئة: صحيح. لن تكونَ المرّة الأخيرة الّتي تحاولُ فيها أمواج اليأس مهاجمة شاطئنا.. سيظلُ هذا حالُنا إلي أن يرثَ اللهُ الأرض ومن عليها.
سيظل اليأسُ في محاولة للسيطرة علي شاطيء الأمل
وسيبقي الأملُ متفائلا قويًا صامدًا أمامها.

---------------------------------------------

اجلس دائما علي شاطيء الأمل.
حتي وإن غمرتك أمواج اليأس في لحظات كثيرة
كن علي امل؛ فكما تأتي امواج اليأس بقوة لتغمر الشاطيء
فلها عودة بنفس القوة التي اتت بها... إنّها لحظات مهما طالت ستنتهي و يعودُ الأمل من جديد.
 
فاطمة سرحان
 October 15, 2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق