مَنْ أنْتُم؟
بقدرِ مَا أضحكنَا هذا السؤال يومَهَا
حتّي البُكاء (عندما قالها معمر القذافي)
زادت رغبتُنا في توجيهِ السؤالْ
لكثيرينَ كُنّا نظُنْ قبلَ هذا اليومْ أنّنا نعرفهُم!
هذا السُؤال جعلني أسترجِعْ الكثير
منَ المواقِف الّتي عايشتهَا ؛ استغربتُ كثيرًا مِن تلكَ الوجوه التي شاركت في
صياغة مشاهد حياتي. اعترف أنّني تعلمتُ الكثير من هؤلَاء الّذينَ سكنوا فينا
طويلًا ثمّ مضوا كأنّهم لَا يعرفونَنا ... مضوا كالغربَاء!
ملامحهُم جميعًا تشابهت لكنّ قلوبَهم لَا
أظنّها كذلك .
جميع القلوب التي قابلتُها كانت ملأي
بالكثير والكثير من الأسرار ؛تلك الأسرار وحدهَا هي مَن صاغت تصرفاتهم معنا أو
ضدّنا ... أدركتُ حينها أن لكل قلب حكاية تجعل لصاحبها وجها آخر يظهر أخيرا بعدما
يسقط القناع!
لهؤلاء سأوجه السؤال: مَن أنتُم؟
!
البعض عندما نلتقي بهم نشعر أنّنا
التقينا بأنفسِنا
نشكرُ أيّامنا لأنّها أخيرا شعرت بنا
وكافأتنا..
لكن أقسي ما في الأمر أن يأخذنا هؤلاء معهمـ بعيدا .. ثم
يتركوننا بمكان .. لا يشبه مدينتنا و
لا مدينتهمـ
يرحلون .. ونبقي وحدنا نبحث عنّا من
جديد .♥
قد يسقطونَ علينا من السماء فجأة .. تلتقي قلوبنا بقلوبهم من فرط اهتمامهم بنا
وبداية التعارف بينا وبينهُم نصيحة ،
يدخلون من هذا الباب
قائلين: احذروا هؤلَاء وهؤلاء
بالعبارة الصريحة
بعد زمانٍ تكتشف أنّهم ما أرادوا
بنصحِك إلا
إصابتك بالعمي عنهم أنفسهم ..
أعطوكَ أمانًا مُزيّفًا لـ تري كلَّ
تصرفاتهمْ صحيحة
فرّقوا كل النّاسِ عنكَ ورحلوا .. تركوكَ تحترق بلعنة
استجابتك لهم
البعض يظهرون في حياتِنَا.. كـ النّحلِ
يمتصون رحيقَنا.. و يهدون العسلَ
لـِغيرنا
البعض يلتفونَ حولَكَ لـِ مصلحةٍ شخصية..
يشبهونَ تلكَ المصابيح الّتي تعملُ بـ
الكيروسين
يُشعّونَ حولَكَ نورًا بفيْضٍ مِنْ
مشاعر يغذّيهآ [جــاز ] لَا يمكنك أنْ تخطيء رائحتُه
سُرعَانَ ما ينطفيء ذلِكَ النور بـ
انقضاء المصلحة تارِكًا خلفه [هِبــــابْ ]
ولحظات منَ الألم والعذاب
البعض غالوا في مدحِنا ثمّ تفنّنوا
بنفس القدر في جرحِنا.. لذا
لا تفرح بكثرة المّداحينَ حولَكْ ..
تمهّل
فلبعضهم عندكَ حاجة .. وبعضهم في
نفوسِهم لكَ حاجة ؛
إمّا كُره أو حُب أو أي شيء بينهُما
!
أحدُهُم كنت تظن أنّه صديقك .. وتأتي
المواقف الحقيقية لتخيب ظنّك
يعرِفُ أنّ الحقّ لك ومعَك
يري بعينيه كيف ظلموك
لكنّه لن يقف أبدًا في صفِّك لأنّ
المصلحة تقتضي أن يكونَ ضدّك
وأن يري الظالمَ عادلًا
يراك مغدورًا بك والغادر الحقيقي يصبحُ حبيبًا وتكونُ أنتَ الغادر
لأن المصلحة تقتضي أن يتعامي فيتعامي
بــاختصــــــــار
..
البعض حاولت أن ألتمس أعذارَا لـ قبح
تصرفاتهم معي
للدّرجة التي جعلتني أوهم نفسي بأنّهم
ماتوا وماتت معهم الطيبة
أهونُ عليَّ من أن أقبل أنّهم أحياء
وهانَ عليهِم جرحي
رُبّما توّهمتُ موتهُم لأهرُبَ مِنْ
مسامحة أشباههم الّذينَ مازالوا علي قيد الحياة
قد أسامحهم يومًا ما لكنني لن أنسي!
لم ولن تتوقّف الدروس الّتي نتعلمها
كل يوم في هذه الحياة ..
وما دُمنا نتنفس سيجرحوننا .. وسنجرحهُم ..
سنبكي ونتألّم لكنّها لنْ تقِف عِند أحدِهم .. الحياة !
فاطمة سرحان
November 15, 2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق