الأحد، 13 مايو 2012

إنّما يستجيبُ الّذينَ يسمعون

لَا تعرف القراءة..
وإن عرفتها لَا تُجيدها ..
وإن أجادتها، فويلٌ لك منها ...
لأنّها تنساقُ وراء ما قرأته انسياق الأعمي ،
 تحبسُ فكرها بين بضعة سطور قرأتها وتراهنُ بتاريخها علي لا شيء !
وإن حاولتَ أن تناقش أو تُفنّدَ أو تعدِّلَ ، حاربتكَ وجالدتكَ واتهمتكَ بالجنون..
حديثكَ معها يشبهُ صراخ أهل الميت في عزيزهم علّه يفيق ولكن أنّي له أن يسمع أو يستجيب !

(إنّما يستجيبُ الّذينَ يسمعون)/الأنعام

هذا هو حالُنا . للأسف !

المُضحكُ في الأمر...
 أن نناضل من أجل (الحرية ) و (الديمقراطية) و(العيش ) و (العدالة الإجتماعية) 
 ولا نعرف حقيقة لماذا نريد كل هذه الأشياء؟ وإن حصلنا عليها ... فما الذي سنفعله بها؟!

نقوم بثورة جبّارة ثم نجلسُ في كسل أمام برامج مرشحي الرئاسة،، ننتظر من يقرأها لنا ويفسرها لنا علي هواه ...تُسرَق ثورتنا منا ثمّ نعود بعد مرور نصف قرن نندب حظنا العاثر الذي اختارناه لأنفسنا . شعوبٌ (تعاني كسلا قرائيا فجًا يودي بحياة الأرض والبلاد والعباد ) تريد لثوراتها أن تنجح !
أكبر دليل علي أميتنا السياسية أن كل نزاعاتنا متعلقة بالأشخاص وليس الأفكار ...
لا أعرف لماذا نحب أن ندور في فلك الأشخاص وننقسم حولها ... نلتصق بهذا دون غيره  حتي تنعدم المسافة - بينا وبينه - ولا يبقي هناك مجالا كافيا يسمح لنا برؤيته من بعيد وبوضوح ! نفضلُ العمي في اللحظات الفارقة وليتحمل غيرنا مسئولية ما سيحدث .
تقوم الشعوب بثورات ثم تنام فرحة وتستيقظ في اليوم التالي تسأل : من أينَ جاء هذا الدكتاتور؟
يتساءلون من أين ؟ وقد خرج من عباءتهم ، خرج من وحي إيمانهم العميق بالأشخاص دون الأفكار!


إن كنت تحكم علي مرشحك من خلال الخطب الرنانة والمنابر التلفزيونية المشتعلة والمساجد والكنائس ... فأنت واهٍ ولا تعرف عنه أي شيء. إن كنت لم تقرأ مواقفه جيدا ولم توازن بينه وبين غيره بصدق وأمانه وعداله ضمير ... فلا تتحدث مع النّاس ولا تجادل فأنت في حكم المُضلّلُ المضلِل ! وليس بينك وبين الذين كانوا كافرين بالثورة ومؤمنين بمبارك أي فرق ... لأنّهم ادعوا أنهم يعرفوه ودللوا علي كلامهم هذا بخطبه وأحاديثه المفعمة بحب الله و الوطن .

كفانا رومانسية !!
إلي متي سنظل نبني اختياراتنا علي أي شيء والسلام؟!
تؤثر فينا نظرة أو دمعة أو ابتسامة ثم لا نلبث أن نسقط في غرام حضرة الرئيس.
يأتي ويجلس ثم بعد عمر طويل يموت أو يُغتال أو نخلعه / يأتي ويرحل ونحن (محلك سر) . حالُنا :لا ندري!

اقرأ ...
افهم مرشحك... قم  بتشريح برنامجه واقرأ لغيره كما قرأت له.
انتقده فهذا ليس مرضا أو عيبا خلقيا... ولا تتعصب لأحدهم تعصبا أعمي ولا تنس أن الأيامُ بيننا.
وأخيرا...
إن كنتَ حرًا فانضم إلي صفوف الشعب واختر رئيسا من وحي معاناتهم، وإن كنت عبدًا فاختر رئيسا من وحي البلطجة .


فاطمة سرحان
12 مايو 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق