الأحد، 8 أبريل 2012

سعرُ التاريخْ


 أرأيتمُ طالبًا يعطيه أستاذه عشرة أسئلة قائلًا له: انظر فيهم إنّي آتيكَ غدًا بواحدٍ منهم في الإمتحان، فيذهب الطالب ولَا ينظر فيهم أبدًا . تحدِّثه نفسه بأن ينام حتّي الصباح فليست هناكَ أي مشكلة إنّهم عشرة أسئلة ولا يتطلبُ الأمرُ وقتًا كبيرا للحفظ والمراجعة، ينام ولا يستيقظ إلا علي ميعاد الإمتحان !!
يقومُ فزِعًا يحاولُ أن يدركَ أي شيء قبلَ فواتْ الأوان لكنّ الأوان فعلًا يكونُ قد فاتْ. رسوبٌ في الإمتحان وبجدارة هو النتيجة المؤكدة التي حصلَ عليها... يعضُ أصابعه ندمًا ويحاولُ أن يتعلّم الدرس ويتجاوز الخطأ سيتجاوزهُ لكنّه سيدفعُ مقابلَ ذلكَ عامًا آخر من عمره ...!
وللهِ_سبحانه_ المثل الأعلي،
ما نمر بهِ الآن وما تعانيه أمتنا هو امتحان مكررٌ مُعاد مِنْ أيام عاد ومنْ قبلهم أممٌ أعدادهم أعداد.
الأسئلة موجودة أمامنا والإجابات أسفلَ منها ولمْ نفكّر يوما في النظرِ إليهَا ؛ دائمًا نؤجّل حتّي اللحظة الأخيرة، ثم نستيقظ فجأة علي ميعاد الإمتحان فنرسُب بمنتهي الكفاءة!
إن القراءة في كتب التاريخ ليست دربا من دروب الرفاهية وليست سنةً مستحبٌ فعلُهَا،
 بل هي فرضٌ يأثمُ مَنْ تركها. كتبُ التاريخ هي كُتبٌ مكتوبةٌ بأقلامِ القدرة الإلهية قبلَ أن تكتبهَا أقلام المؤرخينْ فهلا شرعنا في قراءتها وأدينا فرضنا.
وقد علّمنا العليم_ عزَّ وجل_ ألف باء تاريخ؛ سيروا فانظروا.. أعطانا –سبحانه- الأسئلة والأجوبة وطلبَ منّا السير والنظر. افتحوا كُتبَ الأولين السابقين،، تجدوا أنّ اليوم أشبه بالبارحة وأن أخطاء اليوم هي أخطاءُ الأمس فهل مِنْ مُعتبِرْ! ... لَا شكّ أن الأخطاء تتكرر لكنّ الثمنَ الّذي يدفعه المخطيء العاشر لا يشبه أبدا الثمنَ الّذي دفعه أولُ مرتكبٍ للخطأ ذاته... إنهُ يدفعُ ثمنًا أكبر وأكثر فداحةٍ ؛فاتورة غباءٍ مستحقة الدفع!.
تدبّروا ... كمْ مرّة قال اللهُ: سيروا وانظروا ،وانظروا عدّد ما جاءَ بعدهمَا باختلافِ السُوَرْ. واحفظوا عن التاريخ شيئًا واحدا أنّه قد يعيدُ نفسهُ مرّات ومرّات لكنّ سعرهُ مع كل مرّة يتضاعفْ!
.سيروا وانظروا

فاطمة سرحان

هناك تعليقان (2):

  1. اثر بي كلامك يا فاطمه ،
    صدقتِ و الله ،

    ردحذف
  2. شكرًا علي مروركِ يَ رقيقة (=

    ردحذف