الجمعة، 30 مارس 2012

العالم الإفتراضي..



تستطيعُ السير في شوارعه متي شئت وأينما أردت ...مع أي أحد!
حيث لا فرق بين ابن المدينة والريف، الأبيض والأسود، الطويل والقصير، الجميل والقبيح .. الذكي والغبي.
لا تستطيع أن تميز إن كان فلان هادئا أو عصبيا. قد لا تكونُ متأكدا أصلا إن كان المتحدث إليك رجلًا أم إمرأة، شابا أم عجوزا متصابيا.

ومع كل هذا ..

يستطيع المرء أن يقول أنّه قابل في هذا العالم أناسا؛ يخيل إليه من روعتهم أنه لو عاش عمرا بأكمله لن يحظي بأمثالهم!

 ... تُري هل كل هذه المشاعر حقيقية أم زائفة؟!

تستطيع أن تشكك في مدي الصدق في هذا العالم الإفتراضي ،لكنّك أيضا لا تستطيع أن تجزم بالزيف بدعوي أنهم أشخاص إفتراضيون لم نقابلهم حقيقة ولم نعاشرهم علي أرض الواقع؛ فالواقع هو الآخر قد خذلنا أكثر من مرّة ... فماذا عن هؤلاء الّذين اقتاتوا من قلوبنا وأخذوا من أعمارنا ثم انقلبت وجوههم فإذا بهم وجوهٌ أخري غير التي نعرفها !

ثمّة شيءٌ آخر .. جعلَ الكثيرينَ يلوذون بهذا العالم هربًا من جحيم الواقع.. شيءٌ لا يتعلق بكل الاحتمالات التقليدية التي نفرضها دائما ،، ربّما نستطيع أن نجدَ الإجابة إذا أجبنا عن أحد السؤالين التاليين بـ (نعم) ...

هل أتاح لنا العالم الإفتراضي فرصة جيدة كي نظهر جوانب رائعة كامنة فينا (لم يرها القريبون يوما) ولمسها الغرباء فانجذبوا لنا بغض النّظر عن أشكالنا وطباعِنا .. أم أنه ساعدنا في إخفاء عيوبنا التي عرفها القريبون فابتعدوا وجَهِلَها البعيدونَ فاقتربوا علي عماهُم؟

برأيي أنّ الإحتمالينْ قائمين والأمر كله يتوقف علي الأشخاص وطبيعة تواجدهم هُنا ..

وأنتُم ما رأيكم؟

فاطمة سرحان
نوفمبر 2011



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق